استنادًا إلى فتوى أزهرية بإساءته للمسيحية
إنذار قضائي يطلب تدخل شيخ الأزهر لمنع فيلم عن زواج الأقباط
القاهرة - مصطفى سليمان طالب إنذار قضائي بتدخل د. محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر بصفته رئيسًا لمجمع البحوث الإسلامية لمنع تصوير فيلم عن الزواج بين الأقباط باعتباره مسيئًا للمسيحية. وتضمن الإنذار الذي تقدم به الإثنين 2-2 -2009 المحامي والناشط الحقوقي المصري نبيل غبريال، بطلي الفيلم الفنانين إلهام شاهين وأحمد الفيشاوي، وكاتبته القبطية مريم نعوم، ورئيس الوزراء، والرقابة على المصنفات الفنية، وذلك بالإضافة إلى الشيخ طنطاوي، يطالبهم بوقف تصوير وعرض فيلم "1/صفر"، حسب ما جاء في عريضة الإنذار التي حصلت "العربية.نت" على نسخة منها. يذكر أن مجمع البحوث الإسلامية يتمتع بسلطة مراجعة الكتب والأعمال الدرامية ذات النصوص الدينية، ويؤدي رفضه في العادة لبعض الأعمال التي تعرض عليه إلى منعها، ولكنها المرة الأولى التي يطلب منه التدخل في عمل درامي يخص الشأن الديني القبطي، الذي هو من إختصاص الكاتدرائية الأرثوذكسية المسيحية. وقال المحامي والناشط القبطي نبيل غبريال لـ"العربية.نت" إن إلهام شاهين وأحمد الفيشاوي أعلنا في البرنامج التلفزيونى بالقناة الثانية الحكومية والفضائية المصرية "البيت بيتك" عن بدئهم تصوير فيلم "1/صفر" والذي يحكي قصة فتاة مسيحية تحصل على الطلاق، ولكن الكنيسة لا تعترف بهذا الطلاق وترفض التصريح لها بالزواج مرة أخرى، وتنجب طفلا من شخص أحبته دون زواج". يتعرض لأسرار الكنيسة وأكد غبريال "أن الفيلم يتعرض لسر من أسرار الكنيسة السبعة، وهو الزواج، وبالتالي لا يجوز أن تتعرض الأعمال الفنية لأسرار أية عقيدة، فلا يجوز لي مثلا كمسيحي أن أطالب بأن يتزوج المسلم 5 نساء؛ علما بأن الشريعة الإسلامية تنص على 4 فقط". وأضاف "لقد أرسلت الإنذار إلى رئيس الوزراء وشيخ الأزهر بصفته رئيسًا لمجمع البحوث الإسلامية لمراجعة هذا الفيلم وإصدار قرار بمنعه؛ لأنه يتعرض للعقيدة المسيحية بشكل مسيء، والإسلام يرفض التعرض لعقائد الآخرين، بل إن هناك آية في القرآن تؤكد على أحقية أهل الكتاب أن يحكموا بما جاء في كتبهم". واعتبر "أن الفيلم يحمل ازدراء بالدين المسيحي، ويطالب بتغيير ما جاء في الإنجيل في مسألة الزواج والطلاق، حسب تصريحات إلهام شاهين". وأكد "أن الفيلم بدأ تصويره بالفعل في مدينة الإنتاج الإعلامي، وأطلب من ممدوح الليثي رئيس المدينة عدم السماح بالاستمرار في ذلك، وإلا سأختصمه أيضا في الإنذار القضائي". وأضاف غبريال "لقد أنذرت المذكورين بوقف تصوير الفيلم وعدم عرضه خلال أسبوع من وصولهم الإنذار، وبعدها يحق لي التقدم ببلاغ إلى النائب العام ضد المسؤولين عن الفيلم جميعا". وأوضح "لقد استشهدت في الإنذار القضائي بفتوى للشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر؛ حيث طالب الرقابة على المصنفات الفنية بمنع الفيلم إذا تبيّن أنه يُسييء للمسيحية". وكان قطب اعتبر أنه ليس من المقبول أن تتعرض الأعمال الفنية للعقائد أو الشرائع ولا استهداف نقدها، ورأى أن ذلك يمثل خروجًا على النسق العام، وتعديًّا للخطوط الحمراء الضامنة للوحدة الوطنية. وقال نبيل غبريال "إن الفيلم به تحريض واضح من القائمين عليه على ازدراء قانون من القوانين الكنسية وعقيدة أساسية في العقيدة المسيحية، ويدعو أيضا إلى مخالفة قوانين المجمع المقدس الذي أصدر بدوره تعديلا للائحة 1938 ألغى بموجبها أسباب الطلاق، واختصرها في سببين فقط، وهما إثبات الزنا للزوج أو للزوجة، والسبب الثاني تغيير الملة".
تجربة حسن ومرقس من جهته طالب الأنبا مرقص، المتحدث الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذوكسية مسؤولي الفيلم بالرجوع للجهات الكنسية قبل عرضه على الجمهور. وقال لـ"العربية. نت" "ما قرأته عن الفيلم أنه يتعرض لقضية تعد سرًّا من أسرار الكنيسة السبعة والعقيدة المسيحية، لهذا فمن الضروري الرجوع للكنيسة لمعرفة رأيها حتى لا تتعارض الأفكار التي طرحها الفيلم مع العقيدة المسيحية". وأشار "ليس معنى هذا أن الكنيسة تمارس دور الرقابة الفنية أو تصادر الآراء والأفكار لكن الأمر يتعلق بمسألة استشارة أهل الاختصاص، ولنا في تجربة فيلم "حسن ومرقص" للفنانين الكبيرين عادل إمام وعمر الشريف مثال واضح، فقد روجع السيناريو وكانت لنا ملاحظات وأخذ بها مؤلف الفيلم، بل ذهب الفنان عادل إمام إلى قداسة البابا لاستشارته في بعض الأمور، ومر الفيلم وحقق نجاحًا كبيرًا فلماذا لا يتم عرض سيناريو فيلم "1/صفر"على الكنيسة". وأكد الأنبا مرقص "أنه مع الإبداع، بشرط أن المبدع عندما يريد أن يتناول فكرًا دينيًّا كنسيًّا فلا بد أن يرجع للكنيسة". من ناحيتها قالت مريم نعوم مؤلفة الفيلم في تصريحات سابقة بصحيفة "روز اليوسف" المصرية "أتصور أن الملف الأهم يتمثل في طلاق الأقباط ومحاولاتهم الحصول على تصاريح للزواج.. فالأزمة عند الأقباط لا تتوقف عند حد الصعوبات التي تواجههم عندما يقررون الحصول على الطلاق، وإنما شمل صعوبات الحصول على تصاريح من أجل الزواج مرة أخرى". وأضافت "أنا لا أقدم قضية دينية وإنما قضية مدنية اجتماعية.. ولأننا في مجتمع يخلط الأوراق بين ما هو ديني وما هو مدني أصبحنا نراها قضية دينية". وأكدت "القضية ببساطة هي قضية رجال ونساء مسيحيين يجدون صعوبات في الحصول على تصاريح من أجل الزواج.. وقد استعنت أثناء الكتابة برجل دين مسيحي وبمحام لمعرفة التفاصيل القانونية والدينية". واستدركت "ولكن أؤكد على أنني راعيت للغاية أثناء كتابة الفيلم أن أتعامل مع القضية بوعي؛ لأنها قضية لا تحتمل أي نوع من اللغط".
تغيير القانون الكنسي وقالت إلهام شاهين -في حوار في برنامج "البيت بيتك" الأحد الـ28 من ديسمبر 2008- "على أنها تسعى أن يُسهم فيلمها في تغيير القانون، كما حدث مع فيلم "أريد حلا" للفنانة فاتن حمامة، وفي سياق مُتصل قال الفنان أحمد الفيشاوي "بأن فيلمه الجديد (1/صفر) سوف يُحدث جدلا واسعًا في المُجتمع المصري، مؤكدًا أن الفيلم يطرح قضية غاية في الخطورة، وهي منح المسيحيات الحق في الطلاق. وأضافت "وجدت في الحقيقة أن هذه القضية مثار جدل بين الكثيرات من المسيحيات؛ لأنهن يواجهن بهذا القرار من الكنيسة، وهو ما شجعني على تجسيد هذه الشخصية بحب شديد". وقال الفيشاوي إنه مع إعطائهن هذا الحق، مؤكدًا أن فيلمه الجديد سيحدث تغييرًا واسعًا في المجتمع". فيلم "1/صفر" تدور أحداثه في يوم واحد، وهو نهائي الدوري الإفريقي، والذي تفوز فيه مصر واحد-صفر على الكاميرون، وهو من إخراج كاملة أبو ذكرى، وتأليف مريم نعوم، ويشارك في البطولة الفنانين إلهام وأحمد الفيشاوي وخالد أبو النجا ونيللي كريم وانتصار.
تاريخ نشر الخبر : 02/02/2009 | 
الثلاثاء 3 فبراير - 11:40
